الكثير من الأشخاص يقبعون تحت مظلة الراحة والإحساس بشعور الرضا، وهذا ليس بخطأ إن تداركوا هذا الشعور، فما هو إلا وهمٌ يوهمون به أنفسهم لعدم مواجهة تحديات أكبر ويسعون بطموح لتحقيق المزيد باستغلال مواهبهم وقدراتهم التي أنعم الله بها عليهم. وهؤلاء يعيشون في منطقة الأمان التي هي شعور وهمي يشعر به الشخص بالراحة والطمأنينة حيال معلوماته وخبراته وصداقاته ومجتمعه، والاستمرار بهذه المنطقة بدون كسرها سيشعره مع الوقت بأن الحياة سبقته إلى مكان لا يمكن أن يصل إليه إلا بشق الأنفس مما قد يقوده إلى الإحباط. لذا يتوجب على الإنسان أن يضع نفسه أمام تحديات أكبر، من أجل كسب المعرفة وتطوير الذات لينعكس عليه بشعور النجاح والسعادة ويصقل لديه الكثير من المهارات ويغذي مداركه بالخبرات، فالخروج من منطقة الأمان هذه شبيه بصافرة الإنذار ترن بالدماغ للفت انتباه الشخص بأن حان وقت التغيير والتطوير فيمر الإنسان من خلالها بعدة مراحل للتغيير: الذعر، والتعلم، و النمو، فمرحلة الذعر بمثابة إدراك أن الحال ثابت والمعلومات لا تتجدد، والأماكن لا تتغير، ومحيط العلاقات محدود، وبات النجاح بعيدًا، وبالتالي الوصول إلى تحقيق شعور السعادة أصبح صعبًا، فإعلان حالة الطوارئ لخوض تحديات جديدة قد حان. فيدفعنا هذا الشعور إلى خوض مرحلة التعلم، والبحث عن الحلول، ورسم الخطط الجديدة، والإبحار في خوض التجارب سعيًا للنجاح وتحقيق الرضى والسعادة، فهي مرحلة التحدي لتجاوز العقبات والتعافي من آلام التجارب، فالشخص الناجح من يثابر ولا يستسلم حتى يصل إلى مرحلة الأمان مره أخرى متجاوزًا خلالها مرحلة الإحباط والاستسلام، وما أن نعلن النصر لوصولنا إلى القمة ونكون قد دخلنا لمرحلة النمو -التي تأتي بعد مرحلة التعلم- للاحتفال بتحقيق النجاحات، والوصول للأهداف المخططة، والتعلم من جميع التجارب التي أخفقنا بها، وتحقيق الحلم بالطموحات، والتحديات القادمة التي سنكسر بها مرحلة الأمان الجديدة لنطبقها واقعًا قريبًا.
لتحقيق النجاحات علينا ألا نحط رحالنا في منطقة الأمان طويلًا ويتوجب علينا أن نجول الحياة ونواجه العقبات ونصل إلى قمة جبل طويق بهمم عالية نحقق بها أهدافنا وننفع بها نحن والمجتمع والوطن.