بيئة العمل مهما تنوعت وتوسعت إلا أنها تبنى دائماً على التنافسية في اظهار الاحتراف المهني والقيادي، وهذا الأمر ليس بالأمر السيء على كل حال فروح التنافس تخلق الحماس والرغبة في الاجتهاد الدائم والتطوير المستمر ولكن المهم في ذلك أن تبنى هذه التنافسية بالطوب الجيد ليبرز حينها جمال ناطحات السحاب.
حين تساهم في بناء غيرك ليصعد للسماء درجة فأنت تصعد معه ذات الدرجة!، وحين ترى في غيرك ما يميزه عنك فأعلم أنك أيضاً لديك ما يميزك عنه، ولكن لم تجد من يخبرك بذلك، فأخبره اليوم لتجد من يخبرك غداً.
تريد القيادة فلا بأس في ذلك، ولكن القيادة تبدأ من هنا تحديداً من إمداد الطوب لغيرك!، فالقائد يبصر الآخرون قبل أن يبصر نفسه، ويرى ما يتفردون به ويضعهم في المكان الملائم، فهو بذلك يرى الصورة النهائية لذلك البناء المتين والمحكم، فالقائد يكمل ما ينقص أحدهم وحين يكتمل القمر سيُرى جمال نوره.، جمال عطائه، وجودة إنتاجيته..
فأبدأ بالثناء على ما تراه جميلاً في أحدهم، وساهم ولو بالكلمة الطيبة في الإشادة بتميزه، وأخبره بما يملك فقد يجهل ما يملكه حتى اللحظة، وأعلم أنك لو فعلت ذلك فقد ساهمت في بناء تلك البيئات المحفزة، والداعمة والأكثر تأثيراً، وسترى مع مرور الوقت أنك أصبحت شمساً أنارت مساحات كان يملؤها الورد، لم نكن نراها جميعاً وقت الظلام، وتذكر أنك متى آمنت بما تملك آمن الآخرون بذلك، حتى وإن لم تتحدث عن نفسك، فالإيمان يصل لمسافات أبعد مما تستطيع الكلمات وصوله، وإن كنت تملك مهارة أو خبرة أو موهبة فساهم في نقلها لمن حولك، فزكاة العلم أكثر ما يتفرد به القائد، وهو أكثر ما يجعله في تطور دائم ومعاصر لما حوله، فهو بذلك أعطى وأكتسب في آن واحد.
فدعنا نبدأ مسيرة جميلة لبيئة أكثر نضجاً وعمقاً وريادة.