مع التطور الحاصل في مجال التعليم والتدريب وما نشهده من اهتمام كبير في الآونة الأخيرة بالتصميم التعليمي في هذين المجالين؛ يتبادر إلى أذهان الكثير أسئلة عابرة، منها: هل يستطيع أي شخص أن يمارس مهنة التصميم التعليمي؟ ولمَ نلجأ للمصمم التعليمي في حين أننا نرى ظاهر تنفيذ المهام ممكنة؟ لماذا لا نختار أشهر نموذج للتصميم التعليمي ونتبعه دون الرجوع لمصمم تعليمي؟
للإجابة على هذه الأسئلة نستحضر جملة قالها عرّاب تقنية التعليم أ.د محمد عطية وهي أن تقنية التعليم ليست "كشكولًا"، نعم.. تقنية التعليم ليست كتابًا تقرؤه أو دفترًا ترسمه وتصبح بعدهما مختصًّا فيه!، بل تقنية التعليم تجمع ما بين الممارسة العملية المبنية على العديد من نظريات التعليم والتعلم والتطبيق العملي الصحيح.. فالممارسة مبنية على أساس نظري متين وقد تقودنا إلى خلق نظريات أخرى باتباع منهجيات معينة.
لنأخذ أبسط الأمثلة/ عندما نكلف مختصًّا في المحاسبة بإعداد محتوى لبرنامج تدريبي في تخصص المحاسبة، سيقوم ببناء هذا المحتوى بالاعتماد على خلفيته العلمية في المحاسبة، وسيتم إنجاز المهمة، لكن المهم هنا: هل اتبع عند الإعداد منهجية تدريبية سليمة؟ هل المحتوى أصبح جاهزًا لبناء البرنامج بمجرد الاعتماد العلمي؟ وما الأساس النظري الذي بني عليه المحتوى؟ وهل يتفق مع خصائص الفئة المستهدفة؟ أسئلة كثيرة قد تؤول محاولات الإجابة عليها إلى طريق مسدود. وما أرغب بالتأكيد عليه في هذا المثال هو أن المحتوى لن يكون تامًّا وجاهزًا كما لو كان العمل بإشراك المصمم التعليمي. وتطول الأمثلة في ذلك.
لتجويد العمل وحتى يكون مبني على أساسٍ علميٍّ متين، ويرقى بالمخرج للتطلعات وينافس عالميًا؛ لابد أن نُدرك أن المصمم التعليمي جزء أساسي في منظومة التعليم والتدريب.. وعليه، فإنّ فريق التصميم التعليمي في إدارة المحتوى الرقمي يرحّب بأي استشارة..