عندما يعجز الإنسان في تشكيل صوته الداخلي على الورق الأبيض، وتُراوده شكوك بأن قدرته على الإبداع بدأت تتلاشى، فيجد نفسه عائم في الفراغ بلا أحرف، ولا كلمات... هذه الحالة التي يمر بها ليس شغف وانطفأ أو بسببٍ يتعلق بفقد مهاراته، بل حالة جمود وُصفت بأنها شكل من أشكال النقد الذاتي جراء ما تعرض له الإنسان من ضغوط نفسية أثناء أداء مهامه، حيث تنضب أفكاره ويصبح عاجزًا عن استكمال ما بدأ به.
يعاني من هذه الحالة الكثير من المتخصصين في مجالات عدة ترتبط بالجانب الإبداعي، لذلك يجب أن يدرك الشخص أن ما يحصل له أمر طبيعي، والتغلب عليه ليس بتلك السهولة؛ فقد تستمر طويلاً إن لم تتم معالجته ومعرفة أسبابه.
فلضغوط العمل عامل مؤثر يتسبب في قلة الإنتاج بالإضافة إلى خفض الروح المعنوية، حيث تختلف أساليب استجابة الأشخاص لهذه الضغوط، فمنهم من تدفعه إلى المثابرة والجدية وبعضهم الآخر إلى الإحباط، لذلك يجدر على الشخص أن يتجنب تنوع المهام أو ما يسمى بالـ "Multitasks" والعمل على تجهيز خطة يومية مسبقة تساعد الشخص في تفادي مشكلة شعوره بالقلق بأنه محاصر ومقيد بوقت محدد.
كما أن للقراءة أثر فعّال على تعزيز مهارات التفكير وزيادة المعرفة، وإهمالها يعني الانسحاب من عوالم الإبداع وتُضعف رغبة الشخص في أداء مهامه كونها المصدر الرئيسي لتوفير المعلومات.
وأخيرًا.. يؤدي العمل لفترات طويلة دون أخذ فترة راحة لتأثير سلبي على الأداء، فالإجهاد يحد من قدرة الفرد على الإبداع في شتى المجالات، لذلك ضع في اعتبارك دائمًا قاعدة 70% ومفادها أن كل ما تحتاجه هو 70% من الجهد فقط لتنتج عملاً مثاليًا، حيث ستلاحظ أن النتيجة النهائية تساعدك بشكل أوضح على رؤية الأخطاء والمشكلات المحتملة.
فإن كنت قد مررت بها من قبل فلا تشتد أعصابك خوفًا من اعتقادك أنك فقدت مهارتك في الإنجاز والإبداع، وتذكّر دائمًا أن السعي وراء الكمال قد يكون سمة إيجابية تدفع بك نحو التطور وتزيد من فرصة تحقيقك لأهدافك، ولكن أيضًا السعي وراءه بتفريط له جوانب سلبية من شأنه أن يكون عائقًا ويشل من قدرتك على الإنجاز.