أهمية دور مصفوفة الصلاحيات في ضمان المسؤولية والمساءلة من خلال حوكمة اتخاذ القرارات التي يقوم بها الموظف داخل المنظمة وفق المهام الرئيسة أو المفوضة لديه، وذلك من خلال تحديد مستوى الصلاحية في كل مرحلة من مراحل عملية اتخاذ القرار، والمتضمنة مراحل الإعداد، والمراجعة، والتوصية، والاعتماد.
وتختلف هيكلة حوكمة المصفوفة بناءً على نشاط المنظمة والجهة المشرعة لها، وتتفق على وجوب أن تكون المسؤوليات والأدوار واضحة وممنوحة للشخص المناسب حتى يمارس عمله بالشكل المطلوب، ويأتي بعد ذلك دور الحوكمة الرقابية والمساءلة في حال تجاوز الصلاحية المحددة له من خلال امتثال موظفي المنظمة لممارسة هذه الصلاحية وفق الضوابط المخصصة لذلك.
ودور مسؤول الالتزام مهم جداً في متابعة هذه العمليات مع ضمان استقلالية مهامه الوظيفية وعدم وجود تعارض مصالح مع مهام أخرى، ورفع التقارير الدورية إلى مجلس الإدارة والذي يعتبر المسؤول الأول عن ضمان التزام المنظمة لهذه المصفوفة.
ولقد تطرق الإسلام بشكل واسع عن مفهوم المسؤولية والمساءلة في القرآن الكريم من خلال علاقة العبد مع ربه، ومسؤوليته تجاه أعماله في الحياة الدنيا، ومساءلته عن أفعاله في يوم القيامة كقوله تعالى: " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" سورة الحجر، والآية تدل على سؤال الجميع ومحاسبتهم كافرهم ومؤمنهم عما عملوا في الدنيا.